السبت، 18 يونيو 2016

علاج ادمان داراشراق

وتكمن أهميه التصنيف في مجال الوقاية من الكحولية في توفير الجهد والمال. فبدلاً من توجيه جهود التوعية والتثقيف للوقاية من الكحولية إلى عامة الشعب يكتفي بتوجيهها وتكثيفها إلى الفئات الأكثر عرضة للكحولية من غيرهم.
مدمنات الكحول يتقدمن للعلاج في المصحات العلاجية الخاصة بعلاج الكحولية وهن في حوالي الرابعة والأربعين من العمر وهو نفس متوسط العمر الذي يتقدم فيه الرجال للعلاج. ولكن علامات الإدمان المبكرة تظهر لدى الرجال وهم في العشرينات من العمر، بينما النساء لا تظـهر عليهنعادة علامات الإدمان المبكرة قبل سن الثانية والثلاثين . وهذه النتائج والتي تعتبر ثابتة نسبياً في حقل إدمان الكحول دعمت الفرضية القائلة بأن إدمان الكحول لدى النساء يبدأ في مرحلة متأخرة من العمر ولكنه يتطور بسرعة كبيرة، بينما الرجل يبدأون بالإدمان في سن مبكرة نسبيا ولكن تطور المرض يأخذ طابع البطء مما يؤدي إلى وصول كلا الجنسين إلى مرحلة متقدمة من الإدمـان وهـم في نفس العمر تقريباً .
أما بالنسبة للأعراض المصاحبة للإدمان، فإن الجنسين يختلفان إلى حد كبير. فالنساء مدمنات الكحول نادراً ما يذكرن تعاطي الكحول في الصباح morning drinks  أو فقدان الذاكرة المؤقت (خلال فترات الشرب) Blakouts أو حتى الأعراض الإنسحابية والتي يتعرض لها الرجال من مدمني الكحول.

ثانياً: التصنيف تبعا للتاريخ المرضي:
في واحدة من أوائل دراسات تصنيف مدمني الكحول، استخدم نايتKnight   تصنيفاً مهماً وإن كان غير مألوف في وقته للتمييز بين مدمني الكحول وبين مرضى السكتزوفرينيا. schizophrenia وفي مرحلة لاحقة، أقترح schuckit وزملائه تصنيفا مشابهاً .
ويعد شوكيت Schuckit من أكثر المؤيدين لأهمية تصنيف مدمني الكحول والذين إدمانهم غير مسبوق بمرضى نفسي سابق والتفريق بينهم وبين مدمني الكحول والذين إدمانهم قد يكون تطور نتيجة مرض نفسي سابق. فالتمييز بين المدمنين الأساسيين وبين أولئك الذين يعتبر إدمانهم على الكحول ثانوي مهم للتنبؤ بتطور المرض. إذ أنه من المتوقع أن يتبع التطور المرضى بالنسبة للمدمنين الثانويين طريق المرضى النفسي الأساسي الذي يعانون منه وليس مراحل تطور الكحولية.
ولقد تبين أن نسبة 78% من عينة من مدمني الكحول داخل المستشفيات العلاجية من المدمنين الأساسيين على الكحول. كما تبين أن أكثر أنواع المدمنين الثانويين هم أولئك الذين مرضهم الأساسي اكتئاب depression أو أولئك الذين لديهم شخصيات غير اجتماعية  antisocial personality كما تبين أيضاً أن هناك من المدمنين الثانويين من أصبحوا مدمنين على الكحول نتيجة محاولة علاج أنفسهم بالكحول من المراحل المتقدمة من اكتئاب .
ويشكل المدمنين الثانويين والذين يعانون أساساً من اكتئاب حوالى 5 ـ 10% من مجموع مدمني الكحول الذين يتقدمون للعلاج لدى المصحات العلاجية. ويقدر أن حوالي 20%  من النساء المدمنات على الكحول و5% من الرجال المدمنين على الكحول هم أساساً من المصابين باكتئاب وتشير الإحصائيات إلى أن الذين إدمانهم على الكحول ثانوي ومرضهم الأساسي اكتئاب لديهم أقارب مدمنين على الكحول أساساً ومصابين باكتئاب أكثر من أولئك الذين إدمانهم على الكحول أساسي.
ولقد تبين أن أغلب المدمنين الثانويين والذين يعانون من اكتئاب أساساً هم من المطلقين وأن صحتهم بصفة عامة أفضل ويتجاوبون مع العلاج أفضل من الذين إدمانهم على الكحول أساسي  وعلى الرغم من أنهم يحاولون علاج أنفسهم بالكحول، فإن افتراض أن الإكتئاب لوحده يسبب الكحولية ليس له أساس علمي يدعمه. إذ أن نسبة حوالى5 - 10% فقط من الذين يعانون من اكتئاب يعتبرون مدمنين ثانويين على الكحول .